قفزة كبيرة في سعر سهم Qualcomm مع إثارة طموحات مركز بيانات الذكاء الاصطناعي وول ستريت

قامت Qualcomm بخطوة جريئة في دائرة الضوء الخاصة بالذكاء الاصطناعي – وبدأت وول ستريت في ملاحظة ذلك. ارتفع سهم الشركة المصنعة للرقائق بأكثر من 20% خلال اليوم بعد إعلانها عن أجهزة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الجديدة، بما في ذلك رقاقتان مصممتان خصيصًا للتعامل مع مهام الاستدلال واسعة النطاق. تعكس هذه القفزة الدراماتيكية، التي دفعت Qualcomm (NASDAQ: QCOM) إلى أعلى سعر للسهم منذ أكثر من عام، حماس المستثمرين لتوجه الشركة الجديد نحو بنية تحتية عالية الأداء للذكاء الاصطناعي – وهو سوق ظل لفترة طويلة تحت سيطرة منافسين مثل Nvidia وAMD.

في صلب هذا الإعلان توجد معجلات الذكاء الاصطناعي الجديدة AI200 وAI250 من Qualcomm، إلى جانب مجموعة كاملة من عتاد الخوادم المصممة لتشغيلها. وبدلاً من الاكتفاء بترخيص تكنولوجيا شرائح الهواتف المحمولة أو توفير حلول الذكاء الاصطناعي الطرفي، تستهدف Qualcomm الآن مراكز البيانات مباشرةً – حيث تقدم أنظمة ذكاء اصطناعي من البداية إلى النهاية تعد بأداء قوي وكفاءة طاقة فائقة. استجاب السوق بسرعة وحماس، مشيرًا إلى احتمال إعادة تقييم Qualcomm ليس فقط كشركة شرائح الهواتف المحمولة، بل كلاعب جاد في سباق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي المتنامي.

ما هي Qualcomm Incorporated (QCOM)؟

تعد Qualcomm Incorporated شركة أمريكية رائدة في مجال أشباه الموصلات يقع مقرها الرئيسي في سان دييغو، كاليفورنيا. تعرف الشركة بشكل أساسي بشرائحها الخاصة بالهواتف المحمولة وتقنيات الاتصالات اللاسلكية، وتلعب Qualcomm دورًا أساسيًا في منظومة الهواتف الذكية حول العالم. معالجات Snapdragon وأجهزة المودم الخلوية الخاصة بها تزود العديد من أفضل الهواتف الذكية في العالم بالطاقة، بينما يولد نشاطها في مجال التراخيص دخلًا من الملكية الفكرية المرتبطة بتقنيات 3G و4G و5G. لسنوات عديدة، تمتعت Qualcomm بهوامش ربح قوية وموقع مهيمن في سوق الهواتف المحمولة، خاصة من خلال علاقاتها مع مصنعي هواتف Android وApple.

لكن Qualcomm لم تعد مجرد شركة شرائح للهواتف المحمولة. تحت قيادة الرئيس التنفيذي Cristiano Amon، وسعت الشركة تركيزها ليشمل قطاعات السيارات، وإنترنت الأشياء (IoT)، وأجهزة الحاسوب، والذكاء الاصطناعي – وكلها مجالات تملك إمكانات نمو طويلة الأمد. تدور استراتيجية Qualcomm حول الاستفادة من نقاط قوتها الأساسية في تصميم الشرائح الفعالة في استهلاك الطاقة والاتصال لاقتحام أسواق جديدة متجاورة. تعكس استثماراتها في الحوسبة الطرفية، والذكاء الاصطناعي على الأجهزة، والآن أجهزة مراكز البيانات، جهدًا لتنويع الإيرادات والبقاء في موقع تنافسي ضمن مشهد أشباه الموصلات الذي تزداد فيه أهمية الذكاء الاصطناعي. ومع هذه الخطوة الأخيرة نحو أنظمة ذكاء اصطناعي متكاملة لمراكز البيانات، تشير Qualcomm إلى أنها على استعداد للمنافسة خارج نطاق الهواتف المحمولة وفرض وجودها في مستقبل بنية الحوسبة التحتية.

Qualcomm تراهن بالكامل على الذكاء الاصطناعي – والسوق تتفاعل بإيجابية

في 27 أكتوبر 2025، أطلقت Qualcomm موجة من العناوين بتصريح جريء: إنها تدخل بالكامل سباق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. كشفت الشركة عن معجلي ذكاء اصطناعي جديدين – AI200 وAI250 – تم تصميمهما خصيصًا للتعامل مع أعباء العمل الخاصة بالاستدلال على نطاق واسع. لكن Qualcomm لم تتوقف عند الرقاقات فقط. قدمت أيضًا حلولاً متكاملة، بما في ذلك بطاقات PCIe للتسريع وأرفف خوادم كاملة بنظام تبريد سائل، لتوضح أنها لا تزود السوق بالمكونات فقط – بل تهدف لتقديم حزمة البنية التحتية الكاملة.

تمثل هذه الخطوة تحولاً كبيراً لشركة ارتبط اسمها طويلاً بتقنيات الهواتف الذكية. تستفيد Qualcomm من خبرتها العميقة في رقاقات الهواتف المحمولة الفعالة في استهلاك الطاقة لتقديم أنظمة ذكاء اصطناعي تدعي تحقيق أداء عالي مع متطلبات طاقة أقل. تدعم كل أرفف السيرفرات – حسب التقارير – ما يصل إلى 768 جيجابايت من الذاكرة منخفضة الطاقة لكل بطاقة، وهو رقم يضعها في الصدارة أمام منافسين مثل Nvidia وAMD في بعض الجوانب التقنية. من المقرر أن تبدأ شحن هذه الأنظمة في عام 2026، مع نسخة AI250 المتقدمة التي ستتبعها في 2027.

قفز حماس المستثمرين مع الإعلان. كشفت Qualcomm أن أول عملائها الرئيسيين، شركة Humain – وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وتتخذ من السعودية مقراً لها – تخطط لنشر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي بقوة 200 ميغاواط مدعومة من Qualcomm. هذا الإنجاز الواقعي، جنبًا إلى جنب مع إطلاق المنتج الطموح، دفع بأسهم QCOM إلى ارتفاع حاد. قفز السهم بأكثر من 20% خلال اليوم، مما يشير إلى ثقة قوية من السوق في أن رهان Qualcomm على الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل مسار نموها.

لماذا أصبحت وول ستريت فجأة متفائلة بشأن Qualcomm؟

لم يقدم إعلان Qualcomm رقاقات ذكاء اصطناعي جديدة فحسب – بل أدخل أيضًا قصة جديدة للشركة، وهي ما كان ينتظره المستثمرون. على مدار غالبية العام الماضي، تخلف سهم QCOM عن نظرائه بسبب ارتباطه القوي بسوق الهواتف الذكية الناضج. ولكن مع دخولها المفاجئ والطموح إلى مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، تقدم Qualcomm حجة جديدة لوول ستريت: لم تعد مجرد شركة لرقائق الهواتف المحمولة، بل أصبحت لاعبًا ناشئًا في أحد أسرع القطاعات التكنولوجية نمواً.

مساحة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في ازدهار، وتستحوذ الشركات التي تقدم عروضًا موثوقة على تقييمات قوية. من خلال الكشف عن معجلات ذكاء اصطناعي عالية الأداء وفعالة في استهلاك الطاقة وتأمين أول عميل كبير، أظهرت Qualcomm استعدادها للمنافسة – وربما اقتناص حصة سوقية من منافسين راسخين مثل Nvidia وAMD. كان المستثمرون سريعين في مكافأة هذا الطموح. تعكس قفزة السهم بنسبة 20% في اليوم الواحد لـ Qualcomm ليس فقط الحماس تجاه شرائح AI200 وAI250، بل أيضًا تفاؤلاً بإمكانية إعادة تشكيل الشركة لمصدر إيراداتها والحصول على مضاعفات تقييمية أعلى كلاعب رئيسي في الذكاء الاصطناعي.

توقعات سعر سهم Qualcomm: إلى أين يمكن أن يصل؟

سعر سهم Qualcomm

المصدر: Yahoo Finance

بعد الارتفاع الحاد لسهم Qualcomm، يقوم المستثمرون الآن بتقييم استدامة هذا الزخم – وما إذا كان لهذا التحول المدفوع بالذكاء الاصطناعي مزيد من المجال للنمو. حتى أواخر أكتوبر 2025، لا يزال المحللون متفائلين بحذر. ويبلغ تصنيف الإجماع لسهم QCOM “شراء معتدل”، مع معظم الأهداف السعرية بين 175 و225 دولارًا. يعكس هذا النطاق الواسع كلاً من إمكانية صعود استراتيجية Qualcomm في الذكاء الاصطناعي ومخاطر التنفيذ التي ترافق دخول سوق جديدة تنافسية بشدة.

في الطرف الأعلى، يرى بعض المحللين أن السهم سيدفع لتجاوز 220 دولارًا خلال الاثني عشر شهرًا القادمة – وخصوصًا إذا حصدت AI200 وAI250 مزيدًا من الزخم لدى مزودي الخدمات السحابية والعملاء المؤسسيين إلى جانب صفقة Humain الأولية. تستند هذه التوقعات المتفائلة على افتراض أن Qualcomm يمكنها اقتطاع جزء كبير من سوق استدلال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع قاعدة عملائها، وإثبات أن أنظمتها توفر الأداء وكفاءة الطاقة الموعودة. لن يعزز ذلك الإيرادات فحسب، بل سيرفع أيضًا من تصنيف تقييم Qualcomm بما يتوافق مع أقرانها الأكثر تركيزًا على الذكاء الاصطناعي.

من ناحية أخرى، هناك أهداف سعرية أقل بنطاق 170 دولارًا، وتستند إلى توقعات أكثر تحفظًا. يشير المتشككون إلى تأخر وصول Qualcomm إلى مجال مراكز البيانات والتحدي الكبير في إزاحة لاعبين مثل Nvidia الذين يتمتعون بأنظمة مطورين قوية وعلاقات عملاء راسخة وأفضلية الدخول المبكر للسوق. كما أن هناك تساؤلات حول مقدار رأس المال الذي ستحتاجه Qualcomm لاستثماره في تطوير هذا النشاط التجاري – وما إذا كانت العائدات على المدى القريب ستبرر تلك التكاليف.

في النهاية، سيعتمد المسار المستقبلي على التنفيذ. إذا تمكنت Qualcomm من دعم دخولها الجريء بتبني قوي، وأجهزة موثوقة، ومزيد من الانتصارات المؤسسية، فقد يواصل سهم QCOM اتجاهه الصاعد. ولكن إذا تلاشى الحماس قبل تحقيق اختراق فعلي ملحوظ، فقد يعود السهم إلى مستوياته ما قبل الإعلان. في الوقت الحالي، تمنح السوق Qualcomm ميزة الشك – لكن الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا التحول نحو الذكاء الاصطناعي سيغير اللعبة بالفعل أم أنه مجرد بداية واعدة.

الخلاصة

الارتفاع المفاجئ في سعر سهم Qualcomm لا يعود فقط لعناوين الذكاء الاصطناعي اللافتة – بل لأن الشركة تعيد كتابة قصتها في لحظة حاسمة. من خلال دخول سوق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي باستخدام رقاقات مصممة خصيصًا وحلول عتاد متكاملة، تعبر Qualcomm عن طموحها بأن تصبح أكثر من مجرد شركة شرائح هواتف ذكية. استجاب المستثمرون بحماس، وأرسلوا رسالة واضحة بأن السوق متلهفة لمكافأة الشركات التي تتخذ خطوات جادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

بالطبع، الطموحات الكبيرة تأتي بتوقعات ضخمة. تواجه Qualcomm الآن التحدي في تحقيق النتائج – كسب مزيد من الشركاء المؤسسيين، إثبات الأداء على نطاق واسع، وزيادة الحصة في سوق يهيمن عليه بالفعل عمالقة. ولكن لأول مرة منذ سنوات، تحولت السردية المحيطة بسهم QCOM من “مستقر وناضج” إلى “استراتيجي ويقوده النمو”. هذا التغيير وحده قد يعيد تشكيل طريقة تقييم السوق لـ Qualcomm مستقبلاً. وإذا تحقق النجاح في التنفيذ، فقد يشكل هذا الرهان على الذكاء الاصطناعي بداية فصل جديد قوي لأحد أعرق لاعبي صناعة أشباه الموصلات.